أخبار وتقارير

السعودية تتخلى عن حلفاؤها آل الاحمر ومحسن يهرب من الانتحار والحوثي بات في قلب حاشد

يمنات – الهوية عبده عطان
إعدام عائلة في مطعم بحوث مكونة من سبعة أشخاص بينهم نساء وأطفال لأنهم من صعدة, جريمة تجاوزت كل الخطوط الحمراء سواء الشرعية والقانونية أو القبلية, جريمة ارتكبتها ميليشيات حميد الأحمر, وربما حكومة الوفاق هي من كان يفترض بها تحمل المسئولية وحماية المواطنين المسافرين وتأمين الطريق الذي يربط صنعاء بصعدة في منطقة محدودة تسيطر عليها مليشيات حميد الأحمر.
ولطالما, اعتاد, عيال الأحمر, أنهم أكبر من الحكومة أين كانت هويتها, فإن شيئاً لا يمكن ان يقف في طريقهم ولا حتى ينهرهم عما يرتكبوه من جرائم مهما بلغت وحشيتها, لذلك فقد عادت, مليشيات, حميد الأحمر, لارتكاب مجزرة جديدة بحق 3 مسافرين من أبناء صعدة في منطقة عجمر مديرية حوث.
وكان مسلحو الأحمر أقدموا على ارتكاب مجزرة, أدت بحياة 11 شخصاً بعمران.
الأحمر, يتهم “أنصار الله” بإغلاق مكتب شركة سبأفون في صعدة, المملوكة له, في حين يقول “أنصار الله” أن أهالي الأسرة التي أعدمتها مليشيات الأحمر, في حوث, هم من أغلقوا مكتب الشركة.
وربما, حميد الأحمر, لم يكتف بتلك المجازر, لقد فاجأ الجميع حين هدد باستهداف ممثلي الحوثيين بمؤتمر الحوار, وطرد الهاشميين من صنعاء, فقد قال, حسن زيد, أنه من تلقى التهديد من حميد الأحمر, وأضاف أن حميد طلب منه صراحة إيصاله الى صالح هبرة وأنصار الله, وقال حسن زيد أنه تلقى تهديدات حميد الأحمر وكان بجواره حسين الأحمر وعلي إسماعيل المتوكل وخالد السودي وآخرون, وانه رد على حميد محاولاً التأكد من جديته: هل تقصد كل الهاشميين بما فيهم مثلاً العلامة محمد المنصور؟ فأجابه حميد نعم فيهم المنصور وأنت ومحمد عبدالملك المتوكل..
حينها قام, حسن زيد, بالاتصال فوراً بصالح هبرة وابلغه بأن ممثلي أنصار الله في مؤتمر الحوار وكل هاشمي يقطن صنعاء مهدد بالتصفية إذا استمر إغلاق شركة سبأفون في صعدة: لذلك, كان موقع “أنصار الله” أعتبر أن هذا التصرف عنصرياً مقيتا ودنيئا, يعبر عن نفسيات مهزومة فاشلة في كل شيء ولا تملك مشروعاً ولا مبادئ إلا في ما جبلت وتربت عليه من ممارسات التقطع والنهب والفيد والقتل غيلة وغدرا دون مراعاة للحرمات وشيم وقيم المجتمع اليمني المسلم والتي لا يمكن أن تصدر إلا من زعامات جماعات المافيا وعصابات الجريمة؛ وأشار أن عصابة آل الأحمر تواصل تهديدها للمجتمع المدني وأمنة وسلمه وانسجامه الاجتماعي.
قبل ثلاثة أعوام, كان آل الأحمر, قاموا بمهاجمة مدينة حوث, بثلاثة ألف مسلح ثم حشدهم من مختلف مديريات حاشد في رد فعل عنيف من أحد مشائخ العصيمات ضد مدينة حوث, التي قيل حينها أن واحدا من جماعة أنصار الله, مختفياً فيها وقد عبث المسلحون بمدينة حوث ومنازلها, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن, هل يستطيع حالياً, آل الأحمر, تكرار ذلك الفعل المرعب؟
قطعاً, لا.. فموازين القوى تغيرت سياسياً وميدانياً, فالقوى القبلية, ظلت تعمل بنفس آليتها السابقة, تجمع الناس حولها بإستخدام أساليب التجهيل, فيما أصبح أنصار الله, هم القوة الصاعدة الأكثر تنظيماً وتخطيطاً على مستوى الساحة اليمنية كلها, ولم يعد أحد بمقدوره أن يتجاوز هذه القوى في أي حلول أو تسويات سياسية قادمة ومن يظن غير ذلك, فهو واهم ولا يجيد قراءة الواقع بطريقة صحيحة.
ومثلما استطاعت هذه الجماعة تنظيم نفسها ميدانياً فإنها استطاعت أيضاً تحديث نفسها فكرياً وثقافياً ومدنياً وليس أدل على ذلك تلك الرؤى المختلفة التي يقدمها فريقها العامل في مؤتمر الحوار الوطني وتنال رضا الأطراف التي لا تتكئ على عداء عقائدي أو طائفي مع الجماعة, الأحداث الأخيرة, والاشتباكات بين الطرفين, ربما هي الأولى من نوعها التي تجرى على أرض العصيمات, فقد سعى مشائخ آل الأحمر, خلال فترة حروب صعدة الستة, أبعاد شبح المواجهات عن منطقتهم كما أن الحوثي, تجنب أي اصطدام مباشر مع الأحمر, ووجه خلافه العسكري الإعلامي نحو الدولة رغم أن أولاد الأحمر كانوا طرفاً سياسياً في الحروب التي شن ضد صعدة, ووفقاً للمعطيات السابقة فإن الأحداث الأخيرة, وضعت الشيخ حميد وإخوته وجهاً لوجه مع أنصار الله, ولم تعد الحرب حرباً بالوكالة, كما يؤكد المراقبون, أي أن حزب قادمة, ستكون فيها العصيمات, وما جاورها, ساحة لهذه الحرب.
يبدو, أن التغير في السياسة السعودية, التي باتت تتجه نحو التقارب السياسي مع أنصار الله في اليمن, أصاب حميد الأحمر, بالذهول, ولربما هذا. جعل حميد الأحمر, يفقد صوابه, خاصة وأن علاقات جماعة الإخوان المسلمين, في اليمن, قد انهارت مع المملكة العربية السعودية على خلفية موقف الأخيرة المساندة لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان في مصر ربما هذا, جعل السعودية, تغير من سياستها بعد أن اكتشفت, أن الخطر الأكبر الذي بات يهددها, هو الإخوان المسلمون, حيث كانت وسائل الإعلام اليمنية, خاصة التابعة, للإصلاح وكذلك التي يسيطرون عليها بعد رحيل نظام صالح, شنت هجوماً على المملكة وطالت الحملة الإعلامية لجماعة الإخوان شخص الملك عبدالله بن عبد العزيز, وحرضت على قلب نظام الحكم في المملكة.
يقول محللون ومراقبون سياسيون, أن ما تقوم به مليشيات حميد الأحمر, من قتل واعتداء, على المسافرين من أبناء صعدة, عبارة عن تحرشات لتفجير الوضع وجر أنصار الله الى حرب يهدف من ورائها, إعادة ترميم علاقته المتصدعة مع السعودية, كما أنه يحاول استخدام كل السبل لفعل ذلك, فقد أكدت مصادر رفيعة, أن زيارة مستشار رئيس الجمهورية اللواء علي محسن الأحمر الى المملكة العربية السعودية, كان الهدف منها تحسين العلاقات بين جماعة الإخوان المسلمين في اليمن مع “المملكة”؛ وأشارت المصادر, أن اللواء علي محسن الأحمر, كان ألح على ضرورة التهدئة الإعلامية مع السعودية للقيام بدور الوساطة مع المملكة وترميم العلاقات بين الجماعة والمملكة العربية السعودية.
ربما, في الوقت الذي تكون فيه مليشيات آل الأحمر, تقوم بمحاولة تأجيج الوضع وجر أنصار الله الى حرب ليكون ذلك دعما لزيارة “علي محسن الأحمر” للمملكة, والتي كان يطمع من ورائها تحقيق ثمة مكاسب, من خلال لقاءاتها بالعديد من المسؤولين السعوديين على رأسهم الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص للملك السعودي, وكان ناقش معه سبل دعم الجماعات السلفية والتي يدعمها اللواء الأحمر ومليشيات آل الأحمر, وتقديم كل ما يحتاجونه والتنسيق والتخطيط للقيام باستهداف أنصار الله في صعدة وعمران.
غير أن المفاجأة, غير المتوقعة, كانت في موقف الجارة السعودية, فقد باءت بالفشل الذريع, بل بالعكس, حدث مالم يكن أحد يتوقعه, فقد شهدت السفارة السعودية بصنعاء, اجتماعاً, ضم سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن علي بن محمد الحمدان, وممثلين عن أنصار الله, برئاسة رئيس المجلس السياسي ل”أنصار الله” نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني, صالح هبرة.
ووفقاً, لما أوردته وسائل إعلامية, فقد ناقش الاجتماع قضايا الداخل اليمني محل الاتفاق بين الطرفين (السعودية, أنصار الله) إمكانية التعاون بين الطرفين على التنسيق لضمانة وسلامة الحدود في الأجزاء من الأراضي اليمنية الحدودية التي يسيطر عليها أنصار الله, كما تم الاتفاق على عقد لقاءات قادمة.
مصادر مقربة, أكدت ل”الهوية” أن اللقاء الذي جمع ممثلي أنصار الله والسفير السعودي, كان مثمراً من كل الجوانب, ففي اللقاء, أزيلت كثير من الحواجز, وبدأ التقارب, بعد أن تم تجاوز كل الشوائب وسوء الفهم الذي كان يباعد بين الطرفين.
وأضافت المصادر, التي حضرت الاجتماع, أن الخلافات التي كان يستثمرها أصحاب المصالح الضيقة, والذين ساهموا بدرجة كبيرة تأجيج المواقف وتأزيم الأوضاع بهدف تحقيق مصالحهم الشخصية, والتي وصفتها بالرخيصة.
مراقبون سياسيون, يرون أن ما يدور داخل الدائرة السياسية, خاصة, فيما يحدث من تقارب بين أنصار الله والسعودية, وما يحدث من تطورات على الأرض, يؤكد أن آل الأحمر سيذهبون الى الجحيم لوحدهم, في حالة مضيهم بتفجير الأوضاع وخوض حرب ضد أنصار الله. فخروج السعودية من اللعبة, يعني أن أولاد الأحمر سيخوضون الحرب التي يعدون لها منفردين, خاصة, وأن هناك توجهاً جديداً لحزب الإصلاح, والذي يهدف من خلاله إخراج الحزب من ظلمات الهيمنة الشخصية, والتي حولت حزب الإصلاح الى عبارة عن مشروع خاص وتابع ل”حميد الأحمر” وجناحه الإخواني.
ويرى المراقبون أن القيادات الإصلاحية, ستجد نفسها أمام فرصة كبيرة للتخلص من هيمنة “حميد الأحمر” التي طال أمدها, خاصة, بعد أن وصل الإصلاحيون الى قناعه تامة, بأن وجود “حميد الأحمر” على قمة هرم الحزب, بات مشوها لسمعته وسياسته, وصارت الأضرار التي يتلقاها الحزب أكثر من المنافع جراء ذلك, كما أن حزب الإصلاح لم يعد بحاجة الى بيت الأحمر, على اعتبار أن ذلك كان في السابق, عندما كان يمثل وجودهم دعما سياسيا وقبليا وعسكريا, في حين أنه بعد ثورة التغيير, تغيرت كل الموازين وتبدلت أحجار اللعبة السياسية, ويريد الإصلاح دخول معترك الحياة السياسية دونما أية وصاية في امتلاك الإصلاح عدة مقومات, فهو أصبح شريكا في صناعة سياسة البلاد وصارت علاقته وثيقة بالأمريكان, وكذلك يسيطر وتتحكم بأكبر مؤسسة أمنية في البلاد, واكثر من ذلك, وما يجعل الفرصة سانحة جداً للتخلص من جبروت آل الأحمر, وما يؤكد فرضية ذلك هو الموقف الإعلامي التابع لحزب الإصلاح, الذي يحاول جاهداً, وقدر الإمكان تجنب ما يحدث في عمران, ولم يعد كما اعتاد مهاجمة خصوم حميد الأحمر, والذود والدفاع عنه حتى لو كان فيا لمكان والموقف الخطأ.
ومحللون يرون, أن علي محسن الأحمر, هو الآخر, بات في موقف صعب للغاية, خاصة, بعد أن باءت زيارته للجارة السعودية بالفشل, فهو متأرجح, كما او أنه لا يدري ما يجب عليه فعله, فهو أمام أمرين أحلاهما مر, فإنما أن يكون في جانب آل الأحمر, ويدافع عنهم, كما يحصل من قيام الوسائل الإعلامية, التابعة له بتصوير لقاء أنصار الله بالسفير السعودي كما لو أنه جريمة كبرى, في الوقت الذي بدأ كل من له علاقة بهم يتخلى عنهم, ويعتقد مراقبون أن علي محسن, لو فعل ذلك, فإنه يعتبر انتحاراً مجانيا, وتهوراً سيلقي ب”على محسن” الى جحيم النهاية والفضيحة, كما أنه يدرك أنه لو وقف بجانب آل الأحمر, فإن ذلك يعني أنه سيكون الضحية القادمة لجبروت هذه العائلة, وربما هو ليس مجبراً لتقديم نفسه قرباناً لإلهة الموت, كما يعتقدون أنفسهم.
وبعد إيضاح موقف السعودية من مخططات “آل الأحمر” كان موقف إيران أيضا, مفاجئاً, وحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة , فإن الشيخ حسين الأحمر, أصيب بخيبة أمل, بسبب رفض أصدقائه الإيرانيين, طلبه الذي كان تقدم به إليهم, للتدخل والتوسط للتهدئة ومنع قيام الحرب في عمران, على اعتبار ان ما يحدث, هي معركة بين القبائل ومليشيات أخيه حميد, وليس أنصار الله.
ربما, كان ذلك سبباً في غضب حسين الأحمر, الذي لم يجد حرجا في دعوته المثيرة للجدل حين دعا “للتصدي لفرس صعدة”, حسب وصفه, وهو ما أعتبره مراقبون, تحولاً في موقف, الحليف الأول ل”إيران” في اليمن, والذي تربطه علاقة وطيده بالإيرانيين قبل أنصار الله, وارجعوا ذلك, الى أنه نتيجة للرفض الإيراني للتدخل حسب رغبات وما كان يخطط له الشيخ حسين الأحمر, والذي ربما كان سيتسبب في غضب أنصار الله, والذين سيحددون موقفاً من إيران, وربما أن الإيرانيين فضلوا الخروج من اللعبة والابتعاد, خشيه أن يقوم أنصار الله بالكشف عن الأوراق واللعبة التي تمارسها إيران في اليمن

زر الذهاب إلى الأعلى